القمة الأميركية العربية – الإسلامية
تحفل وكالات أنباء محلية في بلدان مختلفة بأنباء عن دعوات حملها وزراء سعوديون لقادة هذه الدول لحضور قمة تجمعهم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء زيارته للسعودية يوم 21 من الشهر الحالي. في خطوة مفاجئة وتذكّر، بل ربما تفوق في دلالاتها خطابات الرئيس باراك أوباما في أنقرة والقاهرة العام 2009، عقب توليه منصبه، فأوباما مارس الدبلوماسية الشعبية، وهذه دبلوماسية تقليدية.
لقد جاء الإعلان عن زيارة ترامب للسعودية، عقب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، وأعلن أنها أيضاً تتضمن زيارة القدس، ثم قيل رام الله وأيضاً بيت لحم، وكذلك روما لمقابلة البابا. وبالتالي فهم كثيرون أنّ الزيارة تخص الشأن الفلسطيني – الإسرائيلي، وبحيث تجري المباحثات مع السعودية في هذا الشأن، وربما بشأن إطار إقليمي لعملية التسوية، يتضمن مفاوضات متعددة الأطراف متوازية. ولكن يبدو الأمر الآن مختلفاً، فالأمر أكبر مما تم توقعه.
يجدر الانتباه إلى المثلث الذي تشكله الزيارة، فالرياض كما يبدو هي الضلع الأول باعتبارها ممثلة العالم الإسلامي، وهذا يتعزز بدعوتها زعماء الدول العربية والإسلامية للقاء. والضلع الثاني هو روما باعتبار الفاتيكان ممثل المسيحيين الكاثوليك، فهل ستكون الرسالة من ترامب أنّ القدس ممثل لليهودية؟ خصوصا أنه ينوي زيارة أماكن عدة يدّعي الإسرائيليون أنها "توراتية". سيكون هذا خطيرا. وهل يوجه ترامب بأجندة زيارته هذه إشارة أنهّ يرى العالم منقسماً لحضارات أو أديان، ويريد تسويات وتفاهمات معها، بعيداً عن الأمم المتحدة وعن إطار دولي عام؟
إذا كان هناك تنسيق ولقاءات عالية المستوى بالتزامن مع زيارة الرئيس عباس إلى واشنطن، وأعقب هذه اللقاءات الإعلامية قمة مفاجئة غير مسبوقة، حمل الدعوات فيها مسؤولون سعوديون بارزون ربما لتوضيح أهمية وعمق الخطوة المتوقعة، وبحسب الجبير ستكون القمة مهمة لمناقشة محاربة التطرف. وهو ما يتطابق مع ما صرح به ترامب بقوله اللقاءات لتنسيق محاربة "التطرف، والإرهاب، والعنف".
عقب هذه القمة سيذهب ترامب للقاء قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسيل، يوم 25 الشهر الحالي، ثم مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى، في صقلية في اليوم التالي.
بالتأكيد أن التنسيق الذي يريد ترامب الحديث عنه لا يتعلق بتنسيق أمني، وإلا لتولى العسكريون والأمنيون ذلك، بل قال ترامب، يوم 4 الشهر الحالي، وبحسب نص صحيفة الغارديان البريطانية "إنّ الولايات المتحدة لا تسعى لتخبر الناس كيف يعيشون حياتهم، ولكن لمحاولة المساعدة في خلق مستقبل أكثر عدالة وأملاً للشباب المسلم في بلاده".
مثل هذه التصريحات تعيد للأذهان محاولات الرئيس جورج بوش الابن، قبل نحو عشرة أعوام، حثّ الدول العربية على الإصلاح السياسي، حيث وصل الأمر أن خصص القادة العرب الجزء الأبرز من قمتهم في تونس العام 2004، لما سمي الإصلاح السياسي، وتبنوا ما سمي "وثيقة الإصلاح"، قبل أن تتراجع إدارة بوش عن الدعوة للديمقراطية، بعد أن أتت بخصوم للولايات المتحدة، وينتهي الأمر مع مجيء أوباما وحدوث الربيع العربي.
هناك قضايا يمكن أن تساهم كثيرا بتغيير الأجواء العامة في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي إذا حلت ستغير من الجو العام ومن معطيات كثيرة في المنطقة. ولكن سياسة "المحافظين الجدد" التي وجدت زمن بوش، ركّزت على دعاوى إصلاح الأنظمة السياسية والديمقراطية، كمقدمة تسبق أي بحث للموضوع الفلسطيني الإسرائيلي، والحديث عن تواز في عمليات إقليمية مع المسألة الفلسطينية، لن يكون سوى التفاف على الشأن الفلسطيني.
فهل سنرى سيناريوهات تحاول فيها واشنطن رؤية تغيرات إقليمية واسعة دون علاج مشكلات مثل الشأن الفلسطيني، أم ستوجه الأطراف العربية والمسلمة رسالة، أن موضوعات مثل القضية الفلسطينية هي المفتاح؟
نُشر في الغد الأردنية، الخميس 11 أيار / مايو 2017
الارشيف
- 2020
- 2019
- 2018
- 2017
- يكفينا مناهضة للصهيونية وترامب
- يافا وكوبر تتكاثفان باتجاه الانتفاضة؟
- ولادة باسل المبكرة
- وعود إسرائيلية بهزيمة المقاطعة
- واشنطن بعد الابتعاد عن حافة الهاوية
- هل يمكن "لبرلة" الثورة؟
- هل يغير "قرار المستوطنات" العالم؟
- نظرية ترامب المزعومة "الواقعية المسؤولة"
- نظام ترامب الاقتصادي يبدأ من منع الطلبة الأجانب
- نتنياهو والعرب
- موقف القيادة الفلسطينية من إضراب الأسرى
- منع جبريل الرجوب من دخول مصر
- منظمة التحرير وصناعة المرجعية
- مكتب منظمة التحرير..."عقوبات وقائية"
- مكاسب وعثرات مؤتمر باريس للسلام
- مقال مروان وخطاب لندا يزعجانهم
- مصير عباس أم ترامب أم النظام الدولي؟
- مصر والمصالحة الفلسطينية
- مسودة بيان ترامب الملغى حول الاستيطان
- مستقبل المقاومة بعد المصالحة الفلسطينية
- مزاعم الزيارات الخليجية للإسرائيليين
- محبو بوتين في البيت الأبيض
- مجموعة العشرين دون مجموعات
- مايك بينس .. الراعي الأول للأصولية
- ماذا يحدث بين اليهود واليهود؟
- ما هو أصعب من سلاح المقاومة
- ما بعد واقعية السنوار
- ما بعد "مؤتمر فلسطينيي الخارج"
- ليست قضية مخصصات أسرى وشهداء
- لو كان ترامب عربيا؟
- لماذا يضيعون فرصة غزة؟
- لماذا لم تكرر الخليل نهج القدس؟
- كيف اتخذت قرارات غزة
- كردستان والدور الإسرائيلي والدول العربية
- كردستان واسكتلندا
- قيادة فلسطينية "جديدة" بناخبين قدامى
- قرار ضم إسرائيلي من دون رد
- قراءة في استراتيجية ترامب الشرق أوسطية
- في بلعين.. هل تعود الصقور؟
- فلسطينيات.. الطنطورة
- فشل زيارة ترامب والاستعمار الروسي الإيراني
- غزة ومعابرها في زيارة السعودية
- عودة تفاهم الأسد مع الأميركيين؟
- عندما يقول الفلسطينيون إنهم لا يستطيعون التوحد
- عندما تفشل الدبلوماسية والمقاومة الشعبية
- عقل ترامب: الفحم والطبيب
- عشرات الدول تعترف بالقدس عاصمة لفلسطين؟
- عدم الحماسة الإسرائيلية لمسألة نقل السفارة
- عباس والسيسي.. مؤتمرات تركيا ودحلان
- عادل عبدالكريم.. كان من العُقّال
- صلات ترامب الإسرائيلية العائلية والشخصية
- شتم "أوسلو"
- سيناريوهان فلسطينيان في زيارة ترامب
- سيناريو ثالث لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني
- سياسة ترامب العربية تتشكل
- رسائل نقل السفارة
- دولة في "التعاون الإسلامي" بوابة للإسرائيليين
- درس من القدس (1991 - 1993)
- دخول "لودر" في الملف الفلسطيني
- دحلان- حماس .. المفتاح والشناكل
- داعش والجواسيس و"أبو نعيم"
- داعش والجاسوس في غزة
- خلية عمل أردنية فلسطينية
- خطط كوشنير الإسرائيلية الجديدة
- خطة ترامب: تجزئة مبادرة السلام العربية؟
- خطاب "الممانعة" إذا انتصرت
- حقيقة وثيقة حماس
- حديث على رصيف في رام الله
- حتى لا يصبح نقل السفارة أمنية
- ثنائية إيران وإسرائيل الزائفة
- ثلاث مراحل للسراب "الحمساوي"
- ثلاث مراحل لفهم المشهد الخليجي
- ثلاث محطات ترسم المسار الفلسطيني؟
- تكتيكات المصالحة الفلسطينية ونواقصها
- تقرير "الإسكوا": برنامج عمل من ثلاث نقاط
- تركيا من "تصفير" المشاكل إلى التنقيب عنها
- ترامب: المسألة الفلسطينية الاسرائيلية "مشكلة القرن"
- ترامب: "الغش" والروس وأربع جبهات
- ترامب ومهلة الساعة لروسيا
- ترامب وروسيا وملكة جمال العالم
- ترامب والصين و"أجنحة الدجاج"
- ترامب والتأمين الصحي
- ترامب وإيران والحرب العالمية الثالثة
- ترامب الفلسطيني؟
- تحويل غزة إلى أنموذج
- تحولات المقاومة الفلسطينية (2015 - 2017)
- تحالفات تجارية دولية متتالية ضد واشنطن؟
- تبعات ارتدادية لأربع هزات خليجية
- تأجيل الأيدولوجيا واستعجال الدولة
- بين "النازية" و"الناتزية"
- بمناسبة وثيقة "حماس" الجديدة
- بلفور .. وحكاية "القاعدة الثقافية"
- بعد حديث مشعل عن جرأة ترامب
- بعد أن تخلى لنتنياهو عن غرفته وسريره؟
- الوفد الأميركي.. التتابع والتوازي وبيت إيل
- الوجوه الأخرى لتفجير خان يونس
- الهدف الأميركي الجديد مع الفلسطينيين
- الميل الدائم للتهدئة
- المقدسيّون يقدمون الضلع الأول
- المقاومة والسلطة\ المقاومة والمعارضة
- المفاوضات والأسرى: الحديث والحدث
- المفاوضات الأميركية مع "حماس"
- المعارضة تحت الاحتلال
- المصالحة و"صفقة القرن"
- المصالحة الفلسطينية.. انتصار فكرة الدولة؟
- المصالحة الفلسطينية و"تهاوي قيمة الخدمة"
- المستوطنات من المنديل إلى الكعب العالي
- القيادة الفلسطينية.. من هي؟ والمؤامرة عليها؟
- القمة الأميركية العربية – الإسلامية
- القطب الإقليمي وتراجع القوة الناعمة
- الفلسطينيون: الديمقراطية التوافقية والرعوية التنظيمية
- الفلسطينيون وترامب: "ألف مبروك"
- العرب وفلسطين "عدم الخروج عن النص"
- الصحة العقلية لترامب
- الشهيد و"الفلتان السياسي"
- الرد على العرض الإسرائيلي
- الدّحية الحربية والعومحلية الثوريّة
- الجديد في اعتقال جهاد بركات؟
- التذرع بـ"حماس" لتعطيل المنظمة
- الإسرائيليون وإعادة تعريف السيادة
- الأسرى: التناقضات والرسمي والميداني
- الأسرى وماكنة الاحتراق الفصائلية
- الأسرى كسبوا موقعة "نيويورك تايمز"
- الأردن في تصورات ترامب الفلسطينية
- الأربعاء 20 أيلول / سبتمبر 2017
- استقالة الحريري واحتمالات الحرب
- استحضار "كينان" لمحو الفلسطينيين وحزب الله
- اتفاق السنوار ودحلان؟
- إضرابان عن الطعام بينهما 79 عاما
- أين ذهبت "المبادرة" الفرنسية؟
- أول رئيس وزراء هندي يزور الإسرائيليين
- أمين عام الأمم المتحدة والهيكل
- أمن واحد في غزة.. والضفة؟
- ألمانيا: بقايا الأيديولوجيا و"سياسة الهوية"
- أكذوبة نظرية التغيير الثوري!
- أزمة "حماس" في المسألة القطرية
- أربع رسائل في إضراب الأسرى
- أخبار القضية الفلسطينية "السارة" في القمة
- 17 نيسان والمواجهة من النقطة صفر
- "ملك إسرائيل" وخطة "بلاد فارس"
- "فتح" والمنظمة ومؤتمر فلسطينيي الخارج
- "عملية الأقصى": ليست أم الفحم فقط
- "شعبويات" إسرائيلية عالمية تواجه المؤسسة
- "حماس" خارج الأزمة الخليجية
- "حروب الدولة"
- "حب الكذب" وحقيقة إسرائيلية في أوروبا
- "جماعة" حماس ومجموعة دحلان وقرارات الرئيس
- "انتفاضة" من "البانتوستان"
- "المكابيون الجدد" يحتلون أميركا
- "اللسان الطويل" والمؤامرات الكثيرة
- "القسّام".. حكم دون واجبات
- "الحية والسلم" الفلسطينية الإسرائيلية الأميركية
- "الترامبية" ومائة عام من التنظير
- 2016
- 2015
- 2014
- 2013
- 2012
- 2011
- 2010
- 2009
- 2008
- 2007
- 2006